عدد الرسائل : 51 العمر : 29 تاريخ التسجيل : 05/01/2008
موضوع: لماذا لا تتجه فرنسا للكنوز الكروية المصرية؟ الأربعاء 13 فبراير - 12:07
هذا السؤال طرحته مجلة " ليكيب" كبري الصحف الرياضية الفرنسية بعد الأداء الرائع الذي ظهر به المنتخب المصري في بطولة كأس الأمم الأفريقية الحالية والمقامة بغانا .. ومواصلة الفريق مشواره بنجاح للحفاظ علي اللقب الذي أحرزه قبل عامين في البطولة التي احتضنتها مصر
وتتساءل المجلة الفرنسية .. كيف لا يلعب في الدوري الممتاز الفرنسي أي لاعب مصري في وقت يمتلئ به الدوري الفرنسي بلاعبين من معظم الجنسيات الأفريقية من غانا وغينيا وكوت ديفوار والمغرب وتونس والكاميرون والسنغال ومالي وبنين ونيحيريا وحتي من أنجولا وزامبيا
وعلي االرغم من تجاهل الأندية الفرنسية للمواهب الكروية الفرنسية إلا أن المجلة أشارت إلي أن عدداً قليلاً من اللاعبين المصريين لا يزيد عن 7 لاعبين لعبوا في صفوف أندية فرنسية منذ الثلاثينات من القرن الماضي أولهم رأفت عطية ( 1935ـ1937 الذي لعب لسوشو ثم مونبولييه ثم مظهر عبد الرحمن " موناكو " ثم أحمد حسام ميدو أوليمبيك مرسيليا وأخيراً حسني عبد ربه ستراسبورج وأحمد أبو مسلم ستراسبورج.
وراحت المجلة تدلل علي قوة الفريق المصري فراحت تحلل خطوطه الثلاثة، فوصفت خط دفاعه بأنه يتميز بالصلابة والتماسك..فيما يتميز خط وسطه بتموين المهاجمين والربط بين الدفاع والهجوم أما مهاجميه فيتميزون بالفاعلية أمام المرمي
وتتعجب المجلة عن كيفية أن يكون المنتخب المصري بمثل هذا المستوي الرائع ولا تزال العناصر المحلية تغلب علي تكوينه الأساسي.. فمن بين 23 لاعبً وقع عليهم اختيار المدير الفني للمنتخب حسن شحاته خمسة منهم فقط يعبون كمحترفين
وتشير ليكيب إلي أن المنتخب المصري يتكون في أغلب فترات تاريخه من أكبر ناديين في مصر وأفريقيا هما الأهلي والزمالك فالأول بطل القرن الأفريقي والثاني وصيف بطل القرن
وتتساءل ليكيب من جديد لماذا لا تسعي الأندية الفرنسية التي أرسلت العديد من خبراءها إلي غانا لمراقبة نجوم القارة السمراء في المونديال الأفريقي لضم نجوم من المنتخب القومي المصري؟
يرجع مدير القطاع الرياضي لنادي نيس الفرنسي روجيه ريكور سبب غياب اللاعبين المصريين عن الدوري الفرنسي إلي النجومية الفائقة التي يتمتع بها نجوم الكرة في مصر .. مشيرًا إلي أنه من الصعب علي سبيل المثال إقناع لاعب مصري ذائع الصيت تتلقف وسائل الإعلام أخباره باللعب في صفوف ناد فرنسي حيث الأضواء أقل تسليطًا والشهرة أقل جاذبية
واعتبر ريكور "أن من بين الأسباب الأخري المقابل المادي العالي الذي يطالب به اللاعب المصري للانتقال لأندية أوروبية ، مشيرًا إلي أنه إذا اراد علي سبيل المثال أن يعثر لبديل لنجم نادي نيس كوني فإنه لن يجد أفضل من محمد زيدان نجم مصر وهامبورج لكن من الصعب في هذه الحالة علي إدارة النادي تدبير المقابل المادي لزيدان.
من جانبه يرجع رشيد تاجموت أحد سماسرة كرة القدم المعتمدين لدي الفيفا عدم اهتمام اللاعبين المميزين بالاحتراف في البطولات الأوروبية إلي امتلاك مصر لبطولة محلية تحقق مكاسب جيدة للاعب المتميز فلاعب شهير في الأهلي أو الزمالك مثل محمد أبوتريكه أو عمرو زكي يمكن أن يحقق دخلاً سنويًا من ناديه يصل إلي 300 ألف يورو مقابل 60 ألف يويور فقط للاعب المغربي و70 ألف يورو للاعب التونسي
ويعتبر رشيد العائدات المادية التي يحصل عليها اللاعب المصري في عقر دراه تصعب مهمة الأندية الفرنسية خاصة وأن اللاعبين المصريين يحققون عائات مادية كبيرة من الإعلانات إضافة إلي دخولهم من الكرة.
أما هنري ميشيل مدرب نادي الزمالك السابق والمدير الفني الحالي لمنتخب المغرب فيري أن العامل المادي ليس هو السبب الوحيد الذي يحول دون انتقال اللاعبين المصريين في الدوري الفرنسي .. مشيرًا إلي أن لاعبي الكرة المصريين يرفضون عادة الاغتراب عن مصر نظرًا لشدة ارتباطهم ببلدهم.
ويقول ميشيل في حب المصريين لأرض الكنانة "لم أر في حياتي شعبًا يحب بلده مثلما يحب المصريون بلدهم إنهم شعب يعشق لاعبيه.. ويضيف ميشيل هل تتخيل مثلاً أن نادي الزمالك تصدر عنه ثلاث صحف أسبوعية واحدة باسم النادي واثنين من خارجه.
وتعتبر ليكيب أن الخدمة العسكرية تعد من الأسباب التي تحول دون استمرار اللاعب المصري المحترف في البطولات الأوروبية الكبري فيضطر إلي العودة إلي بلده عندما يصيبه الدور.
أما حسني عبدربه فيؤكد أن اللاعبين المصريين بدأوا يهتمون بالاحتراف الخارجي ، مؤكدًا أن الخبرة التي اكتسبها في فرنسا قد حازت علي إعجابه.. معربًا عن استعداده للعودة من جديد إلي فرنسا أو إلي أي دولة أوروبية متقدمة في كرة القدم
حسني عبدربه أحد نجوم المنتخب المصري والبطولة
ويلقي عبدربه في لقائه بمندوب ليكيب في غانا بمسئولية قلة عدد اللاعبين المصريين في البطولات الأوروبية متقدمة في كرة القدم علي كاهل الأندية المصرية التي ترفض انتقال لاعبها المميز إلي أندية أوروبية لاحتياج الفريق لجهوده بسبب المنافسة الشرسة بين الأندية المصرية خاصة بين الأهلي والزمالك والإسماعيلي
ويؤكد عبدربه أن هناك مع ذلك عددًا متزايدًا من اللاعبين المصريين أصبحوا مستعدين للدخول مع أنديتهم لإجبارها علي تركهم للاحتراف الخارجي .. معتبرًا أن هذا يعد تحولاً في شخصية اللاعب المصري الذي لم يكن مستعداً للمواجهة منذ سنوات قليلة مضت.
والسؤال المهم الذي تطرحه "ليكيب" هو هل ستتجه الأندية الفرنسية للاعب المصري بعد المظهر الجيد الذي ظهروا به بطولة الأمم الأفريقية؟
يؤكد جون لوك بويزين مدير التسويق في نادي ليل الفرنسي أن هذا الأمر يتعلق بدراسة مدي احتياج الأندية الفرنسية لطريقة لعب أو أسلوب اللاعب المصري الذي يتمتع بالقدرات الفنية والخططية وهي قدرات تتشابه مع قدرات اللاعبين الفرنسيين الذي يتخرجون حاليًا من مدارس التدريب المختلفة .. مشيرًأ إلي أن الأندية الفرنسية تتجه عادة لدول أفريقيا السوداء للاستفادة من قوة البنيان التي يتمتع بها اللاعب الأفريقي
وأضاف "إن من الأسباب التي تحول دون انتقال اللاعب المصري إلي الدوري الفرنسي هي صعوبة الحصول الخبراء في الاندية الفرنسية علي وثائق متكاملة عن المباريات التي يخوضها اللاعب المصري المتميز في الدوري المصري لمدة موسمين أو ثلاثة خاصة شرائط الفيديو
والسؤال الأخير الذي طرحته "ليكيب" هو هل ينتهز خبراء الكرة في الأندية الفرنسية المتواجدين بكثرة في غانا مشاركة نجوم المنتخب المصري في المونديال الأفريقي في غانا لعمل ملفات متكاملة عن كل لاعب مصري حتي يمكن دراسة إمكانية الاستفادة من هذا اللاعب المتميز في فرنسا