مفكرة الإسلام: لليوم الثالث على التوالي، قامت السلطات السورية بحظر الصحف المصرية من دخول البلاد؛ وذلك بسبب الانتقاد المتواصل والهجوم الذي تشنه هذه الصحف على النظام السوري والقمة العربية التي احتضنتها دمشق نهاية الشهر الماضي.
وعلى مدى الأيام الماضية، تناولت الصحف المصرية الخاصة والحكومية بالنقد نتائج قمة دمشق ورأت أنها "قمة طق الحنك" في تعبير مشرقي عن أنها للكلام فقط.
كما شنت الصحف المصرية هجوماً على دمشق وموقفها من الملف اللبناني والعلاقة العربية ـ العربية، واتهمت الرئيس السوري بشار الأسد بـ "التبعية لإيران"، وبـ "تغليب مصالحها الخاصة على المصالح القومية العربية".
وفي الإطار ذاته، وصفت صحيفة "الجمهورية" القمة بأنها "قمة الأقزام" ورأت أن إيران "تولت قيادة المنطقة العربية"، واعتبرت أن النظام السوري "اتفق مع نظام الملالي والحرس الثوري الإيراني على تفرقة العرب بدلاً من توحيدهم". وأيدتها صحيفة (روز اليوسف) وقالت إن "سورية ارتمت في الأحضان الإيرانية"، على حد تعبيرها.
ولم تخلُ أي صحيفة رسمية مصرية تقريباً من انتقاد أو هجوم على النظام والإعلام السوريين، وتحليلات عن أسباب "فشل" القمة، وحمّلت سلطات دمشق جزءاً كبيراً المسؤولية عن التردي في العلاقات العربية ـ العربية.
الحظر يكشف حجم الأزمة السياسية
ويرى بعض المراقبين أن منع السلطات السورية دخول الصحف المصرية هو تعبير عن حجم الأزمة السياسية بين البلدين، وتباين وجهات النظر حول عدد من الملفات العربية والإقليمية.
من جانبها، أعربت مصادر مصرية مسئولة في تصريح صحافي نقلته وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء عن أسفها إزاء قرار السلطات السورية منع الصحف المصرية من دخول البلاد.
وأكدت أن القاهرة لم ولن تُقبل على أي خطوة مماثلة رغم الشتائم الموجودة بالصحف السورية ضد من لم يحضر القمة العربية، وشددت على عدم وجود أي تعليمات بشن حملات صحافية على سوريا.