ترجمة وإعداد – سيف كامل و عماد سيد – كانت الدواجن تملأ أغلب شوارع القرى في مصر إلى جانب العديد من طرقات المدن .. و لكن أنفلونزا الطيور غيرت كل ذلك، فالدواجن اختفت من الشوارع المصرية بسبب تزايد الوعي و تزايد الخوف من هذا المرض اللعين.
و بالرغم من تضاؤل أخبار أنفلونزا الطيور في الصحافة العالمية إلا أن الخبراء مازالوا يخشون من انتشار المرض.
وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها حول الأزمة إن مصر تحتل المرتبة الثالثة بين الدول الأكثر تأثرا بأنفلونزا الطيور بعد إندونيسيا و فيتنام و ذلك بعد إصابة 47 مصري بالمرض و وفاة 20 حالة منهم.
و حاولت الحكومة المصرية خلال العامين الماضين تغيير عادة المصريين المفضلة في تربية الدواجن و خاصة مع زيادة انتشار أنفلونزا الطيور، و لكن مع تزايد الإصابة بالمرض في مصر، بدأت ربات المنازل المصريات في الإقلاع عن عادة تربية الدواجن بعد ان كانت الحكومة المصرية تجد صعوبة بالغة في إقناع الناس بعدم تربية الدواجن.
" في الأول الناس كانت خايفة علي فراخها، بس دلوقتي الناس إبتدت تخاف علي نفسها". هذا هو ما قالته عبير موسي في وصفها لما يحدث من تغيير في عادات الناس في قريتها - التوفيقية - التابعة لمحافظة الفيوم.
ويقول جوان لبروز،رئيس مكتب الأمراض المعدية القادمة من الحيوان التابعة للأمم المتحدة " هناك بعض الأماكن حول العالم لا يمننا السيطرة علي المرض فيها و مصر بالطبع أحد تلك الأماكن".
و أضاف جوان" بالرغم من تواجد المرض في العديد من المناطق حول العالم إلا أن تواجده بكثرة في مصر يجعل الأمور أكثر خطورة"
ولا تحدث الإصابة بأنفلونزا الطيور إلا عندما يستنشق الإنسان ريش الطائر المصاب أو دماؤه، و لكن المشكلة أن معظم الذين يتعاملون مع الدواجن في مصر هم الأطفال و النساء و هذا أدى إلى أن ثلاثة أرباع المصابين بالمرض في مصر من الأطفال و النساء.
و عندما ظهر المرض في مصر في فبراير عام 2006 قامت السلطات المصرية بإعدام 25 مليون دجاجة كان أغلبهم من المزارع المنزلية العائلية.
"الناس في الفيوم خسرت كثير جدا بسبب ظهور أنفلونزا الطيور" هذا هو ما قالته سحر ربيع و التي صارت قريتها - التوفيقية – على خبرة كافية بأنفلونزا الطيور، و أضافت سحر " كانت الحكومة بتجمع الفراخ و في ناس كانت بتخاف علي فراخها و تخبيها تحت السرير!!"
و لكن الإصابات البشرية بأنفلونزا الطيور بدأت في الظهور في مارس عام 2006 بوجود 16 حالة إصابة بالمرض و توفي منها 6 حالات. و في الفيوم وحدها حدثت خمسة حالات إصابة و كانت آخر حالة وفاة في الرابع من مارس الحالي.
و قامت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بتمويل حملة لتوعية المصريين تجاه مرض أنفلونزا الطيور عن طريق التليفزيون و الزيارات المنزلية التي يقوم بها فتيات مصريات.
وقد دأب المصريون مؤخرا على وضع دواجنهم في عشش بعيدا عن متناول البشر، فيما بدأ المزارعون في ارتداء أقنعة و قفازات و هم يتعاملوا مع الدجاج، و لكن حالات الوفاة المتعددة التي وقعت في مصر كانت هي الدافع الأكبر للتعلم والاحتياط.
و قال رجب أحمد المقيم بأحد القرى المصرية " هناك وعي شامل تجاه أنفلونزا الطيور الآن في مصر و أن الناس تعلمت تلقيح دواجنها، فكل الناس خائفة من مما حدث في ترسا-القرية التي حدث بها حالة وفاة بسبب أنفلونزا الطيور في شهر مارس - و هذا جعل الناس تتعامل مع الطيور بحرص شديد".
موضوع: نيويورك تايمز: مصر ثالث الدول تأثرا بأنفلونزا الطيور في العالم 
الثلاثاء 1 أبريل - 11:38
